نصائح للحاج والمعتمر :
من أروع قرارات المسلم في حياته قرار الحج أو العمرة.. فهذه رحلة إلى الله عز وجل، تترك فيها الدنيا وبهرجها، وتهاجر إلى الله ومرضاته، وتُلقي فيها بهمومك ومشاغلك وراء ظهرك، وتستقبل أروع لحظات العمر. ومن هنا فإنني أُذَكِّر إخواني وأخواتي الحجاج والمعتمرين بعدَّة أمور قبل وأثناء رحلة السفر إلى الحج أو العمرة؛ وهذه الأمور هي:
أولاً: بعض آداب السفر:
1- الإكثار من الدعاء: للمسافر دعوة مستجابة؛ فلا ينبغي التفريط فيها، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ"[1].
2- دعاء نزول المنزل: قد يحتاج المسافر إلى النزول من السيارة، للنوم، أو الأكل، أو قضاء الحاجة، وقد يكون النزول في أماكن فيها من الهوام والسباع والشياطين ما يمكن أن يضرنا؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما روت خولة بنت حكيم السُّلمية رضي الله عنها-: "مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ"[2].
3- استحباب الاجتماع عند النزول: لما رواه أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرَّقُوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ". فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلاَّ انضمَّ بعضهم إلى بعض، حتى يُقال: لو بُسط عليهم ثوب لعمَّهم[3].
4- الاجتماع على الطعام: لا تأكل بمفردك، إنما احرص على الاشتراك مع الآخرين؛ وهذا يُحَقِّق لك عدَّة فوائد؛ منها أنه تحصل به البركة والزيادة؛ فقد قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له يومًا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع. قال: "فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟" قالوا: نعم. قال: "فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ"[4]. ومنها أنه يحدث به إيناس وألفة بين المسافرين، وهذا يُلَطِّف السفر، ويُهَوِّن مصاعبه.
ثانيًا: بعض رخص السفر[5]:
من قواعد الشريعة "المشقَّة تجلب التيسير"؛ ولمَّا كان السفر قطعة من العذاب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ[6]، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ"[7]. رتَّب الشارع ما رتَّب من الرخص، حتى ولو فُرِضَ خُلُوُّه عن المشاقِّ؛ ومن هذه الرخص ما يلي:
1- القَصْر؛ وليس للقصر من أسباب غير السفر؛ ولهذا أُضيف السفر إلى القصر لاختصاصه به، فتُقْصَر الرباعية من أربع إلى ركعتين[8].
2- الجَمْع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في وقت إحداهما: والجمع أوسع من القَصْر، ولهذا له أسباب أُخرى غير السفر: كالمرض، والاستحاضة، والمطر، والوحل، والريح الشديدة الباردة.. ونحوها من الحاجات، والقَصْر أفضل من الإتمام، بل يُكره الإتمام لغير سبب، وأمَّا الجمع في السفر فالأفضل تركه إلاَّ عند الحاجة إليه، أو إدراك الجماعة، فإذا اقترن به مصلحة جاز[9].
3- الفطر في رمضان[10].
4- المسح على الخفين، والعمامة، والخمار.. ونحوها، ثلاثة أيام بلياليهن؛ لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلمُقِيمِ"[11].
5- ترك صلاة النوافل، ولا يُكره له ذلك، مع أنه يُكره تركها في الحضر، ويُستثنى من ذلك نافلة الفجر وصلاة الوتر، فتُصَلَّى حضرًا وسفرًا[12].
حقيبة الحاج والمعتمر
لا شكَّ أن هناك خصوصية لكل مسافر، وأنه يحتاج إلى أشياء قد لا يحتاج إليها غيره، ولكن هذه بعض الأشياء التي يمكن لجميع الحجاج والمعتمرين أن يحتاجوها، وقد يحتاجون إلى ما هو أكثر من ذلك حسب ظروف كل منهم.
أولاً: الملابس:
حسب مدَّة السفر ستحتاج إلى ملابس خارجية كالجلباب أو القمصان، وستحتاج -أيضًا- إلى ملابس داخلية كثيرة، مع مراعاة أن الحاج والمعتمر يبذلان جهدًا كبيرًا يُؤَدِّي إلى عرق كثير، وخاصة في جوِّ مكة والمدينة الحارِّ، وسوف يحتاج إلى تغيير ملابس بشكل دوري.
ثانيًا: ملابس الإحرام:
- في رحلة العمرة لا تحتاج إلاَّ إلى لبس إحرام واحد، ولكن في رحلة الحج قد تحتاج إلى لباسين للإحرام؛ لأنك تُحرم فترة أطول.
- دبابيس لتثبيت ملابس الإحرام.
- شنطة صغيرة تُعَلَّق في الرقبة أثناء الطواف والسعي؛ لتضع فيها أموالك والتليفون المحمول.. وغير ذلك من متعلِّقات صغيرة.
ثالثًا: أدوات النظافة الشخصية:
- فوطة.
- قصافة للأظافر.
- فرشاة الأسنان والمعجون والسواك.
- عطر، مزيل للعرق (مع ملاحظة عدم استخدامهما أثناء الإحرام).
- بالنسبة للنساء يُفَضَّل أخذ مقص صغير؛ لاستخدامه في قصِّ طرف الشعر بعد التحلُّل من الإحرام.
رابعًا: الأوراق المهمة والمتعلقات الثمينة:
- جواز السفر.
- تذاكر الطيران.
- جدول الرحلة.
- عناوين الفنادق ومحلات الإقامة كلها؛ سواء في مكة، أو في منى، أو في عرفة، أو في المدينة.
- تليفون المشرف على الرحلة، وكذلك تليفون المطوف بالسعودية.
- التليفون المحمول + الشاحن.
- نظارة شمسية (مهمة جدًّا).
- نظارة القراءة لمن يحتاجها، (ونظارة احتياطية).
- عدسات لاصقة احتياطية.
- أرقام تليفونات المعارف أو الأقارب بالسعودية في حال الاحتياج للتواصل معهم.
- أقلام وورق.
- قائمة المشتريات المطلوبة منك.
خامسًا: مواد للقراءة:
- المصحف.
- كتب أو أوراق أحكام الحج والعمرة.
- كتيبات أذكار.
سادسًا: متفرقات:
- شمسية صغيرة.
- المنبِّه (إذا كنت لا تعتمد على منبِّه المحمول).
- غطاء للعين إن وُجد؛ (لكي تستطيع النوم في النور المضاء أو الشمس).
سابعًا: أدوية:
الأدوية متوفِّرة بالسعودية في كل مكان، ولكن يُفَضَّل أخذ بعض الأدوية البسيطة للإسعافات الأولية السريعة؛ ومنها على سبيل المثال:
- دواء مسكن للآلام والصداع.
- دواء للإسهال والإمساك.
- دواء للحموضة.
- دواء للبرد.
- كريم للتسلخات (مهم جدًّا).
- ضمادات ومطهِّر للجروح.
- لا تنسَ أخذ أدويتك المعتادة؛ مثل: دواء السكر، أو الضغط، أو القلب، أو الأعصاب.. أو غير ذلك من الأدوية الضرورية لك.
ثامنًا: مأكولات:
الأكل متوفِّر جدًّا في كل مكان، ولكن يُفَضَّل أخذ سندوتشات بسيطة وخفيفة تكفي ليوم واحد؛ حيث إنه من الممكن أن تتأخَّر كثيرًا في المطار في أماكن لا تصل فيها بسهولة إلى الطعام؛ خاصة إذا لم تكن تحمل عملات سعودية.
تاسعًا: الأموال:
- خذ ما تحتاج إليه من المال وزيادة، واحرص على وضع الأموال دائمًا معك في حقيبة صغيرة، أو أحد جيوب ملابس الإحرام.
- محلات الصرافة السعودية لا تُبَدِّل إلاَّ العملات الكبيرة فقط، وبالنسبة للمصريين فهي لا تُبَدِّل إلاَّ العملات فئة المائة والمائتي جنيه.
- يمكنك حمل أموالك على هيئة دولارات أو يورو أو جنيه إسترليني؛ لأن هذه عملات كبيرة لا تحتاج أن تحمل منها أوراقًا كثيرة؛ فتكون أسهل في الحفظ.
- خذ معك بعض الأموال السعودية (الريالات) من مصر، وخاصة العملات الصغيرة (فكة)؛ لأنك قد تحتاجها في المطار أو في الانتقالات، وقد لا يتوفَّر محل صرافة قريب.
- خذ معك بعض عملات بلدك (فكة) لاستخدامها في مطار بلدك وعند عودتك في الانتقالات وللعمال وغير ذلك.
- لا تشغل بالك بتحويل الأموال من عملة بلدك إلى الريال السعودي قبل السفر؛ لأن محلات الصرافة متوفرة جدًّا في السعودية، وأسعار الصرف فيها مقاربة لبلدك، فحوِّل منها ما تريد كلما احتجت.
يوم السفر
- احرص على أخذ قسط مناسب من الراحة، ونم جيدًا في الليلة التي تسبق السفر، فأمامك جهد كبير.
- راجع محتويات حقيبة السفر قبل إغلاقها.
- اطمئن قبل خروجك من البيت على وجود جواز السفر وتذاكر الطيران، وبرنامج الرحلة، وأموالك، ورقم تليفون مشرف الرحلة.
- لو كنت مرتديًا ملابسك العادية؛ فتأكَّد من وجود ملابس الإحرام معك في حقيبة صغيرة تصحبها معك في الطائرة.
- احرص على التواجد في المطار قبل السفر بثلاث ساعات.
- وطِّن نفسك على احتمال حدوث تأخير في مواعيد الإقلاع والوصول، خاصة في موسم الحج؛ وذلك للزحام الشديد، ولا تسمح لنفسك أبدًا بالغضب؛ فهذا التأخير أمر طبيعي جدًّا في مثل هذه الرحلات.
- استغلَّ أوقات الانتظار في قراءة القرآن والذِّكْر والدعاء، ومراجعة أحكام الحج والعمرة.
- اتَّصل بأهلك قبل إقلاع الطائرة مباشرة؛ ليعلموا وقت السفر إذا تأخَّرت الطائرة، فلا ينتابهم القلق عليك.
- إذا ركبتَ الطائرة فتعرَّف على زميلك في المقعد إن لم تكن تعرفه؛ فمن الجفاء أن تُجالسه ساعتين دون أن تعرف اسمه وعمله.
- احرص على دعاء السفر: فعن علي بن ربيعة، قال: شهدت عليًّا -رضي الله عنه- وأُتي بدابَّة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: "بِاسْمِ اللهِ". فلمَّا استوى على ظهرها قال: "الحَمْدُ للهِ". ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14]، ثم قال: "الحَمْدُ للهِ". ثلاث مرات، ثم قال: "اللهُ أَكْبَرُ". ثلاث مرات، ثم قال: "سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ". ثم ضحك، فقيل له: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت؟ قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلتُ ثم ضحك، فقلتُ: يا رسول الله، من أي شيء ضحكت؟ قال: "إِنَّ رَبَّكَ يَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي. يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي"[13].
- احرص على معرفة وقت وصول الطائرة إلى الميقات؛ حتى تأخذ نيَّة الإحرام عنده، وقد اعتاد الطيارون على التنبيه إلى الميقات قبله بنصف ساعة تقريبًا، وأوصِ جارك أن يُوقظك لو كنتَ نائمًا.
من أروع قرارات المسلم في حياته قرار الحج أو العمرة.. فهذه رحلة إلى الله عز وجل، تترك فيها الدنيا وبهرجها، وتهاجر إلى الله ومرضاته، وتُلقي فيها بهمومك ومشاغلك وراء ظهرك، وتستقبل أروع لحظات العمر. ومن هنا فإنني أُذَكِّر إخواني وأخواتي الحجاج والمعتمرين بعدَّة أمور قبل وأثناء رحلة السفر إلى الحج أو العمرة؛ وهذه الأمور هي:
أولاً: بعض آداب السفر:
1- الإكثار من الدعاء: للمسافر دعوة مستجابة؛ فلا ينبغي التفريط فيها، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ"[1].
2- دعاء نزول المنزل: قد يحتاج المسافر إلى النزول من السيارة، للنوم، أو الأكل، أو قضاء الحاجة، وقد يكون النزول في أماكن فيها من الهوام والسباع والشياطين ما يمكن أن يضرنا؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما روت خولة بنت حكيم السُّلمية رضي الله عنها-: "مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ"[2].
3- استحباب الاجتماع عند النزول: لما رواه أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرَّقُوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ". فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلاَّ انضمَّ بعضهم إلى بعض، حتى يُقال: لو بُسط عليهم ثوب لعمَّهم[3].
4- الاجتماع على الطعام: لا تأكل بمفردك، إنما احرص على الاشتراك مع الآخرين؛ وهذا يُحَقِّق لك عدَّة فوائد؛ منها أنه تحصل به البركة والزيادة؛ فقد قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له يومًا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع. قال: "فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟" قالوا: نعم. قال: "فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ"[4]. ومنها أنه يحدث به إيناس وألفة بين المسافرين، وهذا يُلَطِّف السفر، ويُهَوِّن مصاعبه.
ثانيًا: بعض رخص السفر[5]:
من قواعد الشريعة "المشقَّة تجلب التيسير"؛ ولمَّا كان السفر قطعة من العذاب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ[6]، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ"[7]. رتَّب الشارع ما رتَّب من الرخص، حتى ولو فُرِضَ خُلُوُّه عن المشاقِّ؛ ومن هذه الرخص ما يلي:
1- القَصْر؛ وليس للقصر من أسباب غير السفر؛ ولهذا أُضيف السفر إلى القصر لاختصاصه به، فتُقْصَر الرباعية من أربع إلى ركعتين[8].
2- الجَمْع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في وقت إحداهما: والجمع أوسع من القَصْر، ولهذا له أسباب أُخرى غير السفر: كالمرض، والاستحاضة، والمطر، والوحل، والريح الشديدة الباردة.. ونحوها من الحاجات، والقَصْر أفضل من الإتمام، بل يُكره الإتمام لغير سبب، وأمَّا الجمع في السفر فالأفضل تركه إلاَّ عند الحاجة إليه، أو إدراك الجماعة، فإذا اقترن به مصلحة جاز[9].
3- الفطر في رمضان[10].
4- المسح على الخفين، والعمامة، والخمار.. ونحوها، ثلاثة أيام بلياليهن؛ لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلمُقِيمِ"[11].
5- ترك صلاة النوافل، ولا يُكره له ذلك، مع أنه يُكره تركها في الحضر، ويُستثنى من ذلك نافلة الفجر وصلاة الوتر، فتُصَلَّى حضرًا وسفرًا[12].
حقيبة الحاج والمعتمر
لا شكَّ أن هناك خصوصية لكل مسافر، وأنه يحتاج إلى أشياء قد لا يحتاج إليها غيره، ولكن هذه بعض الأشياء التي يمكن لجميع الحجاج والمعتمرين أن يحتاجوها، وقد يحتاجون إلى ما هو أكثر من ذلك حسب ظروف كل منهم.
أولاً: الملابس:
حسب مدَّة السفر ستحتاج إلى ملابس خارجية كالجلباب أو القمصان، وستحتاج -أيضًا- إلى ملابس داخلية كثيرة، مع مراعاة أن الحاج والمعتمر يبذلان جهدًا كبيرًا يُؤَدِّي إلى عرق كثير، وخاصة في جوِّ مكة والمدينة الحارِّ، وسوف يحتاج إلى تغيير ملابس بشكل دوري.
ثانيًا: ملابس الإحرام:
- في رحلة العمرة لا تحتاج إلاَّ إلى لبس إحرام واحد، ولكن في رحلة الحج قد تحتاج إلى لباسين للإحرام؛ لأنك تُحرم فترة أطول.
- دبابيس لتثبيت ملابس الإحرام.
- شنطة صغيرة تُعَلَّق في الرقبة أثناء الطواف والسعي؛ لتضع فيها أموالك والتليفون المحمول.. وغير ذلك من متعلِّقات صغيرة.
ثالثًا: أدوات النظافة الشخصية:
- فوطة.
- قصافة للأظافر.
- فرشاة الأسنان والمعجون والسواك.
- عطر، مزيل للعرق (مع ملاحظة عدم استخدامهما أثناء الإحرام).
- بالنسبة للنساء يُفَضَّل أخذ مقص صغير؛ لاستخدامه في قصِّ طرف الشعر بعد التحلُّل من الإحرام.
رابعًا: الأوراق المهمة والمتعلقات الثمينة:
- جواز السفر.
- تذاكر الطيران.
- جدول الرحلة.
- عناوين الفنادق ومحلات الإقامة كلها؛ سواء في مكة، أو في منى، أو في عرفة، أو في المدينة.
- تليفون المشرف على الرحلة، وكذلك تليفون المطوف بالسعودية.
- التليفون المحمول + الشاحن.
- نظارة شمسية (مهمة جدًّا).
- نظارة القراءة لمن يحتاجها، (ونظارة احتياطية).
- عدسات لاصقة احتياطية.
- أرقام تليفونات المعارف أو الأقارب بالسعودية في حال الاحتياج للتواصل معهم.
- أقلام وورق.
- قائمة المشتريات المطلوبة منك.
خامسًا: مواد للقراءة:
- المصحف.
- كتب أو أوراق أحكام الحج والعمرة.
- كتيبات أذكار.
سادسًا: متفرقات:
- شمسية صغيرة.
- المنبِّه (إذا كنت لا تعتمد على منبِّه المحمول).
- غطاء للعين إن وُجد؛ (لكي تستطيع النوم في النور المضاء أو الشمس).
سابعًا: أدوية:
الأدوية متوفِّرة بالسعودية في كل مكان، ولكن يُفَضَّل أخذ بعض الأدوية البسيطة للإسعافات الأولية السريعة؛ ومنها على سبيل المثال:
- دواء مسكن للآلام والصداع.
- دواء للإسهال والإمساك.
- دواء للحموضة.
- دواء للبرد.
- كريم للتسلخات (مهم جدًّا).
- ضمادات ومطهِّر للجروح.
- لا تنسَ أخذ أدويتك المعتادة؛ مثل: دواء السكر، أو الضغط، أو القلب، أو الأعصاب.. أو غير ذلك من الأدوية الضرورية لك.
ثامنًا: مأكولات:
الأكل متوفِّر جدًّا في كل مكان، ولكن يُفَضَّل أخذ سندوتشات بسيطة وخفيفة تكفي ليوم واحد؛ حيث إنه من الممكن أن تتأخَّر كثيرًا في المطار في أماكن لا تصل فيها بسهولة إلى الطعام؛ خاصة إذا لم تكن تحمل عملات سعودية.
تاسعًا: الأموال:
- خذ ما تحتاج إليه من المال وزيادة، واحرص على وضع الأموال دائمًا معك في حقيبة صغيرة، أو أحد جيوب ملابس الإحرام.
- محلات الصرافة السعودية لا تُبَدِّل إلاَّ العملات الكبيرة فقط، وبالنسبة للمصريين فهي لا تُبَدِّل إلاَّ العملات فئة المائة والمائتي جنيه.
- يمكنك حمل أموالك على هيئة دولارات أو يورو أو جنيه إسترليني؛ لأن هذه عملات كبيرة لا تحتاج أن تحمل منها أوراقًا كثيرة؛ فتكون أسهل في الحفظ.
- خذ معك بعض الأموال السعودية (الريالات) من مصر، وخاصة العملات الصغيرة (فكة)؛ لأنك قد تحتاجها في المطار أو في الانتقالات، وقد لا يتوفَّر محل صرافة قريب.
- خذ معك بعض عملات بلدك (فكة) لاستخدامها في مطار بلدك وعند عودتك في الانتقالات وللعمال وغير ذلك.
- لا تشغل بالك بتحويل الأموال من عملة بلدك إلى الريال السعودي قبل السفر؛ لأن محلات الصرافة متوفرة جدًّا في السعودية، وأسعار الصرف فيها مقاربة لبلدك، فحوِّل منها ما تريد كلما احتجت.
يوم السفر
- احرص على أخذ قسط مناسب من الراحة، ونم جيدًا في الليلة التي تسبق السفر، فأمامك جهد كبير.
- راجع محتويات حقيبة السفر قبل إغلاقها.
- اطمئن قبل خروجك من البيت على وجود جواز السفر وتذاكر الطيران، وبرنامج الرحلة، وأموالك، ورقم تليفون مشرف الرحلة.
- لو كنت مرتديًا ملابسك العادية؛ فتأكَّد من وجود ملابس الإحرام معك في حقيبة صغيرة تصحبها معك في الطائرة.
- احرص على التواجد في المطار قبل السفر بثلاث ساعات.
- وطِّن نفسك على احتمال حدوث تأخير في مواعيد الإقلاع والوصول، خاصة في موسم الحج؛ وذلك للزحام الشديد، ولا تسمح لنفسك أبدًا بالغضب؛ فهذا التأخير أمر طبيعي جدًّا في مثل هذه الرحلات.
- استغلَّ أوقات الانتظار في قراءة القرآن والذِّكْر والدعاء، ومراجعة أحكام الحج والعمرة.
- اتَّصل بأهلك قبل إقلاع الطائرة مباشرة؛ ليعلموا وقت السفر إذا تأخَّرت الطائرة، فلا ينتابهم القلق عليك.
- إذا ركبتَ الطائرة فتعرَّف على زميلك في المقعد إن لم تكن تعرفه؛ فمن الجفاء أن تُجالسه ساعتين دون أن تعرف اسمه وعمله.
- احرص على دعاء السفر: فعن علي بن ربيعة، قال: شهدت عليًّا -رضي الله عنه- وأُتي بدابَّة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: "بِاسْمِ اللهِ". فلمَّا استوى على ظهرها قال: "الحَمْدُ للهِ". ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14]، ثم قال: "الحَمْدُ للهِ". ثلاث مرات، ثم قال: "اللهُ أَكْبَرُ". ثلاث مرات، ثم قال: "سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ". ثم ضحك، فقيل له: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت؟ قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلتُ ثم ضحك، فقلتُ: يا رسول الله، من أي شيء ضحكت؟ قال: "إِنَّ رَبَّكَ يَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي. يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي"[13].
- احرص على معرفة وقت وصول الطائرة إلى الميقات؛ حتى تأخذ نيَّة الإحرام عنده، وقد اعتاد الطيارون على التنبيه إلى الميقات قبله بنصف ساعة تقريبًا، وأوصِ جارك أن يُوقظك لو كنتَ نائمًا.